
تعاني محافظات جنوب العراق من أزمة مياه حادة تتسبب في ارتفاع مستوى الملوحة في الاراضي الزراعية والمياه الجوفية، مما يؤثر سلبا على الانتاج الزراعي والحياة البيئية في المنطقة.
وترجع أسباب هذه الأزمة إلى عدة عوامل، منها قلة الإطلاقات المائية من نهري دجلة والفرات بسبب بناء سدود في الدول المجاورة، وتلوث مياه شط العرب بالملوثات الصناعية والزراعية والصحية، وتدفق المياه المالحة من الخليج العربي نحو الداخل بسبب انخفاض التصاريف النهرية.
وتشير الدراسات إلى أن ملوحة الاراضي في جنوب العراق تجاوزت الحدود المسموح بها للزراعة، وأن ملوحة المياه الجوفية تفوق ملوحة مياه البحر، مما يجعلها غير صالحة للشرب أو الري.
ويواجه المزارعون في جنوب العراق صعوبات كبيرة في زراعة المحاصيل الحيوية مثل الأرز والقمح والشعير والخضروات، ويضطرون إلى الاعتماد على المياه المالحة أو الملوثة أو المحلاة بتكاليف باهظة.
وتؤثر ملوحة الاراضي أيضا على البيئة المحيطة، حيث تقتل الأسماك والماشية والطيور والنباتات، وتهدد التنوع البيولوجي والتوازن البيئي في المنطقة.
وتطالب الحكومة العراقية والمنظمات الدولية باتخاذ إجراءات عاجلة لحل أزمة المياه في جنوب العراق، وتقديم الدعم الفني والمالي للمزارعين والمواطنين المتضررين، وتحسين البنية التحتية للمياه والزراعة، وتفعيل الاتفاقيات الدولية لضمان حصة العراق المائية من الأنهار الدولية.