طيبة النواب
تعاني محافظة البصرة من تدهور الوضع البيئي والصحي بسبب التغيرات المناخية والتلوث الهوائي الناجم عن النشاطات الصناعية والنفطية وحرق النفايات والغازات المصاحبة. وتتأثر النساء في البصرة بشكل خاص بهذه الظروف السيئة التي تهدد حياتهن وصحتهن ومستقبلهن.
وفقا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عام 2021، فإن البصرة تعد من أكثر المدن تلوثا في العالم، حيث تتجاوز مستويات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) الحدود المسموح بها بنحو 12 مرة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلبي والسرطان. وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للتأثيرات السلبية للتلوث الهوائي من الرجال، لأنهن يقضين مزيدا من الوقت في المنزل ويتعرضن للدخان المنبعث من الطهي والتدفئة.
كما تواجه النساء في البصرة تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتناقص كميات الأمطار وتزايد ملوحة المياه. وتؤثر هذه العوامل على الأمن الغذائي والمائي والاقتصادي للنساء، خاصة اللواتي يعملن في القطاع الزراعي أو يعتمدن عليه لتأمين احتياجاتهن وأسرهن. وتشير التقارير إلى أن النساء يشكلن نحو 60 في المائة من القوى العاملة في الزراعة في العراق، لكنهن يواجهن صعوبات في الحصول على الموارد والخدمات والحقوق اللازمة لتحسين إنتاجيتهن ومواجهة المخاطر المناخية.
وتلعب النساء دورا مهما في إدارة المياه والنفايات والطاقة في المجتمعات المحلية، ولديهن معرفة وخبرة في استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية، مثل جمع المياه وإعادة التدوير وحفظ الأغذية وزراعة المحاصيل المقاومة للجفاف. لكن هذه الجهود غالبا ما تكون غير مرئية أو غير مقدرة أو غير مدعومة من قبل صناع القرار والمانحين.
لذلك، يدعو الخبراء والناشطات إلى ضرورة تمكين النساء في البصرة وتعزيز مشاركتهن في صنع السياسات والتخطيط والتنفيذ المتعلقة بالبيئة والمناخ، وتوفير الدعم الفني والمالي والقانوني لهن لتحسين قدراتهن وحقوقهن وفرصهن. ويؤكدون على أن النساء ليسن فقط ضحايا للتغير المناخي والتلوث الهوائي، بل هن أيضا عوامل فاعلة للتغيير والابتكار والتنمية المستدامة.